- رغم أن الجو ربيعي ، و زقزقة العصافير تغزو المكان و رغم أنه محاط بأصدقائه ، إلا أنه يحس داخله بفراغ رهيب ، فالنكت لا تضحكه و القصص لا تسليه .. إختار السكوت و غاص في أعماقه باحثا عن السبب ... لم يجد الجواب ... سوى إحساس غريب كأنه هناك شيئ ينقصه ... ما هو ؟ ، لا يدري ... نهض و سار إلى الأمام بخطوات عشوائية ، تاركا زملاؤه في حيرة و دهشة ، اليوم عرفوه بوجه لم يتعودوا عليه ، تركوه لا يريدون أن يفرضوا عليه صحبتهم ... خطوة تجر الخطوة دون هدف إلى مستقبل مجهول ... يريد المشي و فقط ... الأن هو يجري ، هرب من ضوضاء المدينة إلى سماحة الطبيعة و عفويتها ، توقف يستعيد أنفاسه ، حملق حوله باحثا عن ... عن ماذا ؟ حتى هو لا يعرف ... يستلقي وسط الأعشاب متفحصا السماء و ملاعبا بنظراته الغيوم ... أه تذكر.. أخرج من جيبه ورقة بيضاء لطختها بعض الكلمات السوداء ، إنها رسالة زميلته التي تقاسمه مقعد الدراسة ... قرأها للمرة الألف ، لكنه ما زال يريد قراءتها ، فهو لا يصدق ما بداخلها ... لقد رحلت هي و عائلتها إلى بلدة ثانية ، بعيدة عنه ... لقد فرق بينهما القدر .. كانا نعم الصديقين ، يتقاسمان الفرح و القرح ، أمينا سرهما ، يتبادلان الأشعار و الأخبار ، لقد تعود عليها ، على صوتها الدافئ و قلبها الحنون ، كانت تفرح لفرحه و تبكي لألمه ، تلازمه طوال النهار ... اليوم و اليوم فقط عرف أن صداقته لها تطورت و بدون سابق إنذار إلى شيئ أخرأشد عنفوانا ، الأن عرف سبب ذلك الفراغ الرهيب ، عرف ما ينقصه و سبب تلك الدموع التي ذرفتها صديقته و هي تودعه ، و بسرعة إستوى جالسا ... هل وقع في ... ؟ ، لا مستحيل فهذا الإحساس يوجد سوى في الروايات التي كان يقرؤها ، حتى أنه لا يستطيع مجرد النطق بهاته الكلمة .. لا مستحيل فهل سيتعذب مثل الأخرين ؟ ، فهل سيكتب له أن يعانق الأحزان و يرافق الدموع ؟ ، .. صرخ و بكل قوة و كأنه يريد تغيير مجريات الأحداث ... صرخ و صرخ لعدة ساعات و أخيرا بكى بكاءا مرا ليس لفراقها فقط و إنما لأنه علم حقيقة مشاعره ناحيتها متأخرا و لم يسمعها أعذب كلمة يهديها الشخص إلى نصفه الثاني .. و هناك فقط تحول الربيع إلى خريف دائم .
2 مشترك
قصة بداية النهاية
adams- عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 05/08/2010
- مساهمة رقم 2
رد: قصة بداية النهاية
9i ssa zouina tbrklah 3la lmodiir [img][/img]